:
تشير الدراسات العلمية إلى أن الطفل في هذه المرحلة ( 6 ـ 12 سنة ) يحتاج إلى إشباع رغبته القوية في حب الاستطلاع ، وهو في المراحل الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية يميل إلى الخيال والتمثيل والمحاكاة التي يستقيها من مجتمعه ، وهو ينتقل من الضوابط الاجتماعية الغير منتظمة التي كان يعيشها في منزله إلى الضوابط الاجتماعية المنتظمة داخل المدرسة ، وهنا يحتاج إلى " القدوة الحسنة " وينبغي في هذه السن الإكثار من قصص القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة التي تنمي فيهم الخيال المتزن 0( إعلام الطفل 00 د0 محمد معوض ) 0
ويبدأ من سن العاشرة ( الرابع ابتدائي ) في الانتقال إلى مرحلة الواقعية والموضوعية ، وهنا يحتاج الطفل إلى اكتساب معارف مادية واقعية ، فأصبح لزاما علينا معاونتهم على تكوين اتجاهات فكرية سوية ، وتدريبهم على القيام بأدوار اجتماعية ، والالتزام بالأخلاق والانضباط ، وتعليمهم المشاركة البناءة والعطاء للمجتمع والاعتماد على النفس ، وتشجيعهم على الأنشطة المتنوعة ( رياضية ـ فنية 00 ) ، وفي هذه الحالة نؤكد على الإكثار من الفقرات والبرامج التي تحتوي على الأناشيد الإسلامية المؤثرة ، والألعاب الجماعية والرياضية ، والمسلسلات الإذاعية ، والمسابقات التي تدفع الطفل إلى التعرف على أنواع العلوم والخبرات ، التي تثير في نفوسهم الشعور الواقعي بالنجاح ، كما يمكن تعويدهم على احترام آراء الآخرين ، وتعميق الانتماء لجماعة الفصل ثم المدرسة وبالتالي المجتمع ، كما يتعين غرس عادة القراءة في نفوسهم ، وتقديم العلم بصورة مقنعة قائمة على المناقشة الجادة 0
ولتحقيق هذه الأهداف يمكن التالي :
ــ يعد البحث عن أخبار المدرسة العملية والاجتماعية أهم أهداف هذه المرحلة التي ينبغي أن يشارك فيها جميع التلاميذ 0
ـ يقوم الطالب بالبحث " بنفسه " في بطون الكتب عن نماذج مشرفة من التاريخ ويختصرها ثم يقدمها بأسلوبه 0
ـ إجراء مسابقات مباشرة من صالة الإذاعة إلى الجمهور ، بحيث يتوجه المجيب إلى غرفة الإذاعة للإجابة عن السؤال 0
ـ إجراء مسابقات علمية بين الفصول وتذاع عبر الإذاعة مباشرة أو مسجلة 0
ـ إجراء تحقيق إذاعي حول موضوع ما " كأن يؤخذ أراء مجموعة من الطلاب في مشكلة رمي المخلفات في فناء المدرسة الأسباب والحلول " ثم عرض ذلك على المشرف المناوب ومدير المدرسة وإذاعة هذه اللقاءات 0
ـ تنفيذ مسرحيات إذاعية مبسطة تحث على قيم تربوية 0
ـ إجراء التلميذ حوارا مع شخصية زارت المدرسة ، أو مع مدير المدرسة حول موضوع ما 00
وينبغي لنا في معالجتنا للقضايا التربوية عبر الإذاعة " كالمحافظة على النظافة الشخصية " مراعاة أسلوب الخطاب في طرحنا لهذه القضية ، وتناولها من الجانب الإعلامي ؛ لأننا في طرحنا للمشكلة باتخاذ أسلوب الوعيد والتأنيب سيتأصل هذا المفهوم في نفوس التلاميذ ، ويصبح سلوكا عمليا في حياتهم ، إضافة إلى عوائده الغير مضمونه ، بل ينبغي أن نتخذ من أسلوب الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة الدليل العملي لحل مثل هذه الموضوعات ؛ فعندما نقنع التلميذ بأن هذا سلوك حضاري أمر به الشرع لأنه يرفع من شأننا كمسلمين ، وأن النظافة رمز رفعتنا ومنعتنا ، وهي الطريق نحو مجتمع نظيف خال من الأمراض ، ثم نذكر بعضا من سلبيات عدم النظافة وأضرارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية 00 فسوف ينتهي التلميذ عن هذه الفعلة ؛ لأنه بحكم تكوينه في هذه المرحلة سهل التشكيل ، وقد ارتكزت هذه المعلومات في ذاكرته بناء على قناعة شخصية 0